• سبتمبر 22, 2023

كواسر المهرجانات الصيفية ..

 

ما إن يقرع الصيف طبوله إعلانا عن حلوله وينطلق الإعداد للتخميرة الصيفية للمهرجانات حتى تنقض الكواسر الاعلامية على أوّل مهرجان يعترض سبيلها لتنهش منه ما تيسّر إمّا رغبة في النفوذ والوجاهة والشهرة أو لتحصيل مصروف الجيب أو لإثراء السيرة الذاتية مستعينة في ذلك بالعلاقات والمحاباة ومدى التقرب من منظمي المهرجانات ومن والاهم .

الملحق الصحفي هي مهنة قارة أو موسمية لا مجال للاستغناء عنها وخاصة في التعريف والترويج للمهرجانات والتظاهرات .فهوحلقة الوصل بين هيئة المهرجان ومختلف وسائل الاعلام ومصدر المعلومة وعنصرا أساسيا لضمان نجاح المهرجان إعلاميا وحتى جماهيريا

الاشكال أنّ القطاع مخترق يتحول فيه الكثيرون الى صحفيين و/أو ملحقيين صحفيين رغبة في ممارسة مهنة ليست بالهيّنة لها أبجدياتها وأصولها فتكون المهرجانات فرصة “لتعلم الحجامة في ريوس اليتامى”.

كلّ من خط حرفا أو حمل آلة تصوير أو أدار صفحة فايسبوكية يعطي لنفسه أحقية صفة الملحق الصحفي وصفة الصحفي بل وينمقها ويغلفها في صفة “الاعلامي” لتفادي الانتقادات ويرتع في ملك المهرجان .أمّا أهل الاختصاص وحتى من غير الاختصاص والمحنكين تجربة وممارسة يتفروجون من فوق الربوة لا قدرة لهم على المواجهة ما دام لاشىء يمنع ولا شىء يحصّن القطاع من الدخلاء الموسميين ولما لا فيصبحوا قاريين متى سمحت الفرصة.

كل الاختصاصات تسمح لنفسها أن تسترزق على حافة طريق الصحافة دون حسيب أو رقيب ما دام لا يوجد ما يمنع قانونا ولا يوجد نص قانوني ينظم قطاع الملحقين الصحفيين وخاصة في المجال الثقافي الأكثر دخلاء ولا يوجد هيكل مؤسساتي أو نقابي يشرف على القطاع ويؤطره، حتى نقابة المكلفين بالإعلام والاتصال تعتبر فتية وهشة ولم تتطرق البتة إلى المجال الثقافي.

ومن هنا يزدهر سوق الملحقين الصحفيين والملحقين الاعلاميين والمكلفين بالإعلام والاتصال بمسميات متنوعة يختارها كل واحد لنفسه في أسواق الميسرة الثقافية الصيفية فنجد الاستاذ الاعلامي والممثل الاعلامي والتاجر الاعلامي والموظف الاعلامي… في حين يقبع أهل المهنة من خريجي معهد الصحافة وعلوم الاخبار والعاطلين عن العمل منهم في التسلل لا عمل قار ولا عمل موسمي يمارسونه مادامت الأبواب موصدة وحلقة العلاقات ضيقة فيقبعون خارج سرب المهرجانات الصيفية التي تتيح في المقابل الفرصة لكل من تسول له نفسه أن يمارس المهنة ويسبر أغورها وقد تفتح له أبواب الحظ مرتين فيجد أكتافا تعمل في صمت وترفض ضجيج البروز والإشهار لعملها يستند عليها فتزدهر تجارته دون شقاء أو تعب.

قطاع هويته غير واضحة المعالم وهذا هو بيت القصيد أو ربمّا واضحة وضح الشمس لكن يتمّ التعتيم عليها ليختلط الحابل بالنابل .قطاع تقاطعت مهامه وتداخلت مع مهنة الصحفي ومهنة الاتصالي ومهنة المصورومهن أخرى حديثة على الخط وبقي مفتوحا للعموم إلى حين طرح الموضوع بجدية ووضع النقاط على الحروف وفرض شروط المهنة وأخلاقيات ممارستها.

 

 

Read Previous

نتائج المسابقة الوطنية في النشاط الثقافي والفني لمهرجان “نوار الملح” في دورته الاولى تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية..

Read Next

بداية من يوم 13 سبتمبر:الفيلم التونسي “وحلة” في قاعات السينما التونسية

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Most Popular