auteur اهتزت فرنسا أواخر شهر حزيران 1894، على وقع حادثة اغتيال الرئيس سعدي كارنو (Sadi Carnot) الذي استلم منصبه خلال شهر ديسمبر 1887 ليصبح بذلك خامس رئيس بتاريخ الجمهورية الثالثة.
درس كارنو الهندسة المدنية وصنف من قبل كثيرين حينها كواحد من أهم وأذكى الطلاب بجامعة البوليتكنيك (polytechnique) بباريس. ومع تخرجه، عمل كارنو بالوظيفة العمومية قبل أن يتقلد عددا من المناصب الهامة أثناء فترة الحرب الفرنسية البروسية. ومطلع العام 1871، أصبح الأخير نائبا بالجمعية الوطنية الفرنسية.
وقبل حصوله على منصب الرئيس، تقلد كارنو العديد من الحقائب الوزارية، فعيّن عام 1880 وزيرا للأشغال العمومية لفترة تجاوزت السنة. وعام 1885 عاد الأخير ليستلم هذا المنصب مجددا تزامنا مع حصوله على حقيبة وزارة المالية.
ومطلع شهر ديسمبر 1887، اختير كارنو رئيسا للبلاد، عقب حصوله على 616 صوتا، خلفا لجول كريفي.
وعلى الرغم من مواجهته لأزمات سياسية عديدة، جاءت أبرزها بسبب الجنرال بولنجييه، تمكن كارنو من كسب مودة الشعب الفرنسي بفضل العديد من الإنجازات التاريخية، حيث ساهم الأخير في إحياء الذكرى المئوية للثورة الفرنسية وافتتح المعرض الدولي بباريس يوم 6 ماي 1889 قبل أن يفتتح رسميا برج إيفل يوم 15 من نفس الشهر.
وفي الأثناء، عرفت المسيرة الرئاسية لسعدي كارنو نهايتها بشكل مفاجئ عام 1894. فأثناء زيارة رسمية قام بها لمدينة ليون يوم 24 يونيو 1894، ألقى كارنو خطابا أعلن من خلاله عدم ترشحه لولاية أخرى. وأثناء توجهه للمسرح الكبير ليلا، تعرض الرئيس الفرنسي لطعنات قاتلة وجهها له الأناركي الإيطالي البالغ من العمر 20 عاما سانتي جيرونيمو كازيريو (Sante Geronimo Caserio).
وفي غضون ذلك، فشل الأطباء في إسعاف الرئيس الذي فقد كمية هامة من الدم ليفارق الحياة في حدود منتصف الليل يوم 25 يونيو 1894 عن عمر ناهز 56 عاما.
هذا ومثل القاتل سانتي جيرونيمو كازيريو أمام القضاء الفرنسي بتهمة قتل الرئيس وتهديد الأمن العام. وفي خضم ذلك، أصدرت المحكمة حكما بالإعدام على هذا الشاب الإيطالي، تم تنفيذه عن طريق المقصلة يوم 16 آب/أغسطس 1894.
