أكدت دراستان حديثتان توصلهما إلى أن سوق هوانان للمأكولات البحرية في ووهان، الصين، كان على الأرجح، بؤرة انتشار فيروس كورونا.
وفي الدراسة الأولى، استخدم العلماء من جميع أنحاء العالم أدوات رسم الخرائط وتقارير وسائل التواصل الاجتماعي لإجراء تحليل مكاني وبيئي.
وافترض العلماء أنه على الرغم من أن “الظروف الدقيقة تظل غامضة”، فمن المحتمل أن يكون الفيروس موجودًا في الحيوانات الحية التي تم بيعها في السوق في أواخر عام 2019. وقد تم احتجاز الحيوانات بالقرب من بعضها البعض، وكان من الممكن بسهولة تبادل الجراثيم. ومع ذلك، لم تحدد الدراسة الحيوانات التي قد تكون مريضة.
قرر الباحثون أن أولى حالات كورونا كانت متمركزة في السوق بين البائعين الذين باعوا هذه الحيوانات الحية، أو الأشخاص الذين يتسوقون هناك، حيث يعتقدون أن هناك نوعين من الفيروسات المنفصلة المنتشرة في الحيوانات، والتي انتقلت إلى البشر.
ووضع الباحثون خرائط للحالات المبكرة التي لا علاقة لها بالسوق، وكان هؤلاء الأشخاص يعيشون أو يعملون بالقرب من السوق.
وقالوا ان : “هذا مؤشر على أن الفيروس بدأ ينتشر بين الأشخاص الذين عملوا في السوق، لكنه بدأ بعد ذلك في الانتشار… في المجتمع المحلي المحيط، حيث ذهب الباعة إلى المتاجر المحلية، وأصابوا الأشخاص الذين يعملون في تلك المتاجر”.
في المقابل، تتخذ الدراسة الثانية نهجًا جزيئيًا، ويبدو أنها تحدد متى تنتقل العدوى الأولى بفيروس كورونا من الحيوانات إلى البشر.
يُظهر هذا البحث أن النسخة الأولى من الفيروس التاجي جاءت على الأرجح بأشكال مختلفة يسميها العلماء a وb، حيث كانت السلالات نتيجة حدثين على الأقل ينتقلان عبر الأنواع إلى البشر.
يقترح الباحثون أن أول انتقال من حيوان إلى إنسان ربما حدث في 18 نوفمبر 2019 تقريبًا، وقد جاء من النسب b. ووجدوا النوع b فقط في الأشخاص الذين لديهم صلة مباشرة بسوق هوانان.
يعتقد المؤلفون أن السلالة a نُقلت من الحيوان إلى البشر في غضون أسابيع أو حتى أيام من الإصابة من النسب b. تم العثور على lineage a في عينات من البشر الذين عاشوا أو بقوا بالقرب من السوق.
وأضافت الدراسة: “تشير هذه النتائج إلى أنه من غير المحتمل أن يكون sars-cov-2 قد انتشر على نطاق واسع في البشر قبل نوفمبر 2019، وتحديد النافذة الضيقة بين وقت قفز sars-cov-2 لأول مرة إلى البشر، والوقت الذي تم فيه الإبلاغ عن الحالات الأولى لكورونا، كما هو الحال مع فيروسات كورونا الأخرى، من المحتمل أن يكون ظهور sars-cov-2 ناتجًا عن أحداث حيوانية متعددة”.
بدوره، قال باحثون إن هناك احتمالية تسرب في المختبر، لكن الغلبة الوبائية للحالات المرتبطة بالسوق “ليست سرابًا”.
وأضافو: “إنه شيء حقيقي، ليس من المعقول أن يتم إدخال هذا الفيروس بأي طريقة أخرى غير تجارة الحياة البرية”.
ولتقليل فرص حدوث أوبئة في المستقبل، يأمل الباحثون في أن يتمكنوا من تحديد الحيوان الذي ربما نقل الفيروس إلى البشر.